قائد قوات تحرير عفرين كاركر تولهلدان انضمّ إلى قافلة الشهداء
مرت ثورتنا ثورة روجآفا بمراحل قاسية وحاسمة، فكل مرحلة شيدّتْ عهداً جديداً وكلُّ عهدٍ خلق معه أبطاله المقدامين. فقد قدم رفاقنا المناضلون ملاحم بطولية زاخرة بالفداء والمقاومة وبتضحيات جسيمة ضد جميع أشكال الهجمات التي شنه المحتلون على منطقة عفرين ومختلف مناطق روجآفا. من المعلوم ومنذ أعوام الثورة غدت ” عفرين” هدفاً لقوات المرتزقة التي قامت بافتعال الحروب وفرض الحصار الجائر عليها. فهذه الهجمات وهذا الحصار قد تحوّلا اليوم إلى احتلال بغيض ولمواجهة هذا الاحتلال والتصدي له تقود قواتنا، قوات تحرير عفرين مقاومة باسلة وفريدة ضد جيش الاحتلال التركي ومرتزقته. وفي هذه المقاومة التي نبديها قد ترك الكثير من مناضلينا بصماتهم على صفحات التاريخ ولقنوا العدو دروساً في الفداء والتضحية في ميادين القتال. ويُعدُ المناضل ” كاركر تولهدان” واحداً من القادة الذين قدموا من جبال “أمانوس” إلى عفرين وانضمّوا بكلّ عزم وإصرار إلى حملات تحريرها من رجس العدو… والرفيق “كاركر تولهدان” الذي قاد الكفاح خلال عشر سنوات دون هوادة أو تريث سواء ضد مرتزقة “جبهة النصرة” أو “داعش” أو ضد جيش الاحتلال التركي.. أبدى مقاومة ضارية وحمل على عاتقه إدارة الحرب وقيادتها ونتيجة لهجومٍ غادرٍ انضمَّ رفيقنا “كاركر تولهلدان” إلى قافلة الشهداء في العاشر من حزيران عام 2023. بداية نعزي عائلة رفيقنا كاركر الكريمة والقيمة وجميع شعبنا المقاوم ونجدد عهدنا في تحقيق آمال رفاقنا الشهداء.
الرفيق الشهيد كاركر عاش في كنف عائلة وطنية قدمت تضحيات جسيمة على درب حرية كردستان وكبر وتعاظم مع الملاحم البطولية التي سطرها مقاومو ” آكري” و “كليي زيلان”. بناءً عليه انضمَّ إلى صفوف الثورة إثر الوعد بالانتقام من المجازر التي ارتكبتْ في “كليي زيلان” بالإضافة إلى مئات المجازر التي ارتكبها الاحتلال التركي بحق الشعب الكردستاني وكان قد أشاد في نفسه الخصائص الكردياتية القائمة على البذل والعطاء بصورة قوية جداً. فكان معطاءً سخياً في قتاله كما كان معطاءً في مسار حياته أيضاً وهو على علم ودراية بأنّ النصر لا يتمّ إلا عبر الفداء والتضحية ولهذا حول العمل الفدائي إلى نمط وسلوك حياته. وكان يدرك إدراكاً جيداً لحقيقة العدو واستطاع أن يؤسس في نفسه خصائص القيادة خلال فترة وجيزة رغم صغر سنه ليتمكن من قيادة دفة العديد من المعارك الضارية. فبشجاعته وبأخلاقهِ المثالية وحسن قيادته لتكتيكات الكريلا تمكن من إفشال العشرات من هجمات العدو.
القائد ” كاركر” الذي قدِمَ مع مجموعة من رفاقهِ الكريلا من جبال “أمانوس” إلى عفرين للدفاع عن شعب “روج آفا وسوريا” سواء أكان في عفرين أو سري كانيه أو كوباني أو في حملات تحرير الرقة ودير الزور استطاعوا ان يلحقوا ضربات قاتلة وموجعة بتنظيم داعش الإرهابي وتمكنوا من دحر التنظيم الأكثر إرهابية في العالم. هذه المجموعة المختارة من قوات الكريلا استشهد البعض منهم في عفرين وفي كوباني والبعض الأخر استشهد في ميادين الثورة المختلفة. أمثال الشهيد شيار ملاطية، مظلوم جيكر، دَوران فراشين، مروان أورفا، خبات وان، بلنك آديامان وروني روجهلات وخابور ديرك الذين أدّوا مهاماً تاريخية عظيمة في الدفاع عن ثورة التاسع من تموز وتطويرها وتعزيزها. فكلٌّ منهم حمل مهام القيادة على عاتقه وقاتلوا جنباً إلى جنب شعب روج آفا ضد مرتزقة “النصرة” و “داعش” وبهذه البسالة استطاعوا البدء ببناء مرحلة تاريخية جديدة وتحولت ثورة روج آفا إثر ذلك إلى ثورة عارمة شملتْ شمال وشرق سوريا.
في عام 2018 عندما شرع الاحتلال التركي بالهجوم المباشر بقواته العسكرية على “عفرين” انضمَّ الرفيق ” كاركر” بنفس الروح الفدائية إلى حملة مقاومة العصر. فالمقاومة التاريخية التي أُبديتْ في ” قسطل جندو” تمتْ تحت إدارة وقيادة الرفيق كاركر وبعد أن تمّ احتلال عفرين بحث الرفيق كاركر عن طرق مختلفة لتحريرها من رجس دولة الاحتلال التركي وأصبح واحداً من مؤسسي قوات تحرير عفرين HRE فاستطاع بهذه الروح المسؤولية وبانضباطه العسكري القوي أن يدير وينسق العشرات من العمليات داخل مدينة “عفرين” وأن يلحق المحتل التركي ضربات قاتلة وأليمة… فكان يُكبد العدو خسائر في الأرواح والمعدات دون أيّ انقطاع يُذكر وكان يرصد الأحداث بنفسهِ حدثاً بحدث… فإذا ما حصل اعتداء على الشعب أو استشهد أحد رفاقه كان صاحب خطة مدروسة جيداً فسرعان ما تجده ينخرط في العملية وبهذه الصورة كان ينتقم لرفاق دربه الشهداء. وعلى الرغم من أنه سقط جريحاً في الكثير من المرات إلّا أنه لم يتوقف عن العمل والنضال أبداً. كانت القاعدة الرئيسية للرفيق كاركر في القيادة هي أنه يجب أن يكون مع مقاتليه في الصفوف الأمامية لجبهات الحرب. ولهذا عدَّ القائد كاركر دائماً مصدراً للروح المعنوية والقوة والثقة بالنسبة لجميع رفاق دربه. فقد كان قائداً ماهراً في الحرب والحياة. حيث كان يتدرب ويدرب مقاتليه أربع وعشرين ساعة في المجالين الإيديولوجي والعسكري. ولأنه قام بإفشال خطط العدو مئات المرات، كان دائماً مستهدفاً من قِبل العدو حيث تمكن من الهروب والتخلص من الكمائن عدة مرات.
لقد أدرك وأحس الرفيق “كاركر” بألم احتلال كلّ شبر من أرض كردستان وعلم أنه يجب عليه أن يطوّر نفسه في فن الحرب ويتولى قيادة حرب الشعب الثورية. على هذا الأساس كان يناضل ليلاً ونهاراً دون كلل وملل، حيث كان يكتشف قواعد العدو يومياً، ويجهز قواته للرد على العدو في الوقت المناسب. أيْ إنه كان يعمل ويناضل مثل اسمه. فقد عُرف القائد كاركر بقدرته على حل المشاكل، ففي المكان الذي كان يتواجد فيه لم يكن هنالك أي مجال لليأس والتشاؤم أبداً.
رفيقنا كاركر الذي كان وفياً بوعده وعمله، احتل مكاناً في قلوب جميع مقاتلي وأهالي عفرين بإصراره وشجاعته وبطولته. فبقدر ماكان ابناً وفياً لوطنه الأم “سرحد”، فقد أصبح ابناً شجاعاً لمدينة “عفرين” المقاومة. حيث ترك القائد كاركر وراءه إرثاً عظيماً وقيماً من المقاومة لجميع أبناء شعبنا في روجآفا.
نحن كقوات تحرير عفرين سنسير على خطى ودرب رفاقنا الشهداء والقائد “كاركر” ونجدد عهدنا بتعظيم وتائر نضالنا وسننفذ المهام الثورية التي أوكلها لنا شهداؤنا العظام بصورة جدية وصحيحة وسليمة. وكيفما أنّ تحرير “عفرين” كان هدفاً أساسياً للرفيق “كاركر” هو هدفنا الأساسي ودين مفروض علينا. ونحن نعهده ونعهد جميع رفاقنا الشهداء بأنّ قوات تحرير عفرين ستواصل النضال والكفاح حتى تتمّ العودة المشرفة إلى تراب عفرين المقدس. ولهذا فإنّ المواقف البطولية التي أبداها رفاقنا الشهداء أمثال “كاركر وشيار ودفران وخابور” ستكون أساساً لنا في كل لحظة من حياتنا. فطريقهم هو طريقنا وسنكلل هذه الطريق بالنصر.
سجل قائدنا لقوات تحرير عفرين بهذا الشكل:
الاسم الحركي: كاركر تولهلدان
الاسم الحقيقي: رضوان أولوكانا
اسم الأم : سعيدة
اسم الأب : كياس الدين
تاريخ الاستشهاد: منطقة عفرين 10 يونيو 2023
قوات تحرير عفرين
25 أيلول 2024